في خطوة جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إنشاء “احتياطي بيتكوين استراتيجي” في الولايات المتحدة، مما يدل على دعمه المتزايد لقطاع العملات المشفرة. هذا الأمر التنفيذي المُوقَّع في مارس/آذار يشير إلى تحوّل فريد في كيفية تعامل الحكومات مع العملات الرقمية، حيث شُبِّه الاحتياطي بـ “فورت نوكس رقمي”، في إشارة إلى القاعدة العسكرية الأمريكية التي تخزن فيها واشنطن سبائك الذهب.
جدول المحتويات
أهمية احتياطي البيتكوين
من المعروف أن معظم دول العالم تحتفظ باحتياطات من الذهب كملاذ آمن لحماية اقتصاداتها من عدم الاستقرار المالي. ارتفاع أسعار الذهب، الذي تخطى حاجز 3000 دولار للأوقية، يُظهر إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر كوسيلة لحفظ القيمة في أوقات الأزمات. ومع ذلك، تأتي فكرة احتياطي البيتكوين لتسلط الضوء على رؤية مختلفة حول الأصول الرقمية، حيث تم تقدير قيمته بنحو 17 مليار دولار، مع احتفاظ الولايات المتحدة بـ 200 ألف بيتكوين تمّت مصادرتها في قضايا قانونية.
آلية عمل الاحتياطي
سيعمل احتياطي البيتكوين كمؤسسة مستقلة، مضمون لفترة غير محددة، مع إمكانية إضافة المزيد من البيتكوين حسب الحاجة، وذلك دون أي كلفة على دافعي الضرائب الأمريكيين. ومع ذلك، فقد شهدت العملة الرقمية انخفاضًا طفيفًا في قيمتها بعد إصدار الأمر التنفيذي، مما أثار تساؤلات حول جدوى الفكرة. المحللون أشاروا إلى ضرورة إعادة جزء كبير من البيتكوين المملوك للحكومة إلى الضحايا المتأثرين باختراقات سابقة، مثل اختراق منصة بيتفينكس في 2016.
انتقادات وحذر من العملات المشفرة
انتقد بعض الخبراء احتياطي البيتكوين، معتبرين أن العملات المشفرة تعتبر أصولًا خطرة وغير ذات قيمة جوهرية مثل الذهب. وفي مقابل ذلك، أشار المختصون إلى أن البيتكوين، مثل الذهب، يمكن أن يستفيد من ندرته حيث أن كمية البيتكوين محددة بـ 21 مليون توكن.
تعتبر الشفافية ميزة رئيسية لاستخدام البيتكوين كاحتياطي، حيث يمكن الاطلاع على مستوى العملات المشفرة بسهولة في جميع الأوقات. وهذا يُعتبر فرقًا ملحوظًا مقارنة بكميات الذهب المخزنة في فورت نوكس، التي تظل معلوماتها غامضة.
الدوافع وراء الاحتياطي
تعتقد مولي وايت، الناقدة البارزة للعملات المشفرة، أن الخلفية الحقيقية لإنشاء احتياطي البيتكوين قد تكون محاولة لجذب الانتباه إلى قطاع العملات المشفرة وبالتالي إفادة المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، انتقد بعض معارضي ترامب ما يعتبرونه تضاربًا في المصالح، حيث أنه قد تم ربطه بمشروعات شخصية تتعلق بالعملات المشفرة.
آفاق أخرى على الصعيد العالمي
في سياق متصل، هناك دول أخرى مثل البرازيل تستكشف فكرة إنشاء احتياطيات للعملات المشفرة، في حين استبعد البنك المركزي السويسري هذه النظرية. تشارك الحكومات في جميع أنحاء العالم عبر النشاطات المتعلقة بالعملات المشفرة، بما في ذلك بيع الأصول الرقمية المصادرة. وهذه الأنشطة تؤكد على تزايد أهمية العملات المشفرة على الساحة الدولية.
الخاتمة
تشير هذه التطورات إلى تحول مثير في كيفية فهم الحكومات والمؤسسات المالية للعملات المشفرة، مع تقديم ترامب نموذجًا جديدًا قد يؤثر على السياسات الاقتصادية في المستقبل. إن وجود احتياطي بيتكوين في الولايات المتحدة يمثل فترة جديدة من التوجه نحو استثمار العملات الرقمية، ومع ذلك، لا بد من مراقبة تطورات هذا القطاع بعناية.
